ثُلاثية غرناطة
( … في السماء يا عائشة شجرة كبيرة تحمل أوراقا خضراء بعدد أهل الأرض , كل أهل الأرض , الصغار والكبار من يتكلمون العربية مثلنا ومن لا يتكلمونها . شجرة كبيرة يا عائشة تتساقط منها أوراق بلا توقف . وفي ليلة القدر من كل سنة تزهر الشجرة زهرة غريبة عجيبة و في تلك السنة التي حدثت فيها الحكاية أزهرت فيها الشجرة…)
توقفت مريمة وقد تاه منها الكلام . “
هذا ما ختمت به رضوى عاشور الرواية الأولى من ثلاثيتها العظيمة ” ثلاثية غرناطة “
تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط الأندلس، وما واجههُ المسلمون من محن بدأت في عام 1491 م ,
حيث تمّت المعاهدة بين أبو عبد الله محمد الصغير ” 25 عام” و ملوك قشتالة وأراجون
تحكي لك رضوى عاشور عمّا تكبّده المسلمين من الإجبار على التنصير و تغيير الأسماء و تسليم الكتب العربية و ترك اللغة العربية و التخلي عن كل عاداتهم العربية بما فيها اللباس العربي …
رغم أن هذا نعرفه فلقد مررنا عليه في كتب التاريخ
لكنك مع هذه الرواية تسافر في التاريخ , تعيش في نفس الفترة الزمنية مع تلك العائلة عائلة أبو جعفر الورّاق
تكبر معهم و تشيخ معهم … و هم يروون عليك مأساتهم وينتظرون الفرج أو المعونة من المسلمين ..
* إن كنت تعرف قيمة الكُتب فلسوف تبكي حتماً مع حادثة وفاة أبو جعفر الورّاق لمّا أُحرقت الكتب ..
–
الرواية الأولى ” غرناطة ” هي الأكثر عمقاً و تأثيراً ثم تأتي الرواية الثالثة ” الرحيل ” في الأثر
شعرت أحيانا كما لو أن الكاتبة تزاحمني على أنفاسي حقاً
الرواية ( رائعة أدبية ) بحق من أفضل الروايات العربية التي قرأتها ..