العرب، وجهة نظر يابانية لـِ نوبوأكي نوتوهارا
إن كتابًا كهذا، سأعود وأقرأ فيه مجددًا في وقتٍ أحتاج فيه إلى إزالة الغمامة التي عادت تقف أمام عينيّ مرة أخرى من جديد.
بعد قراءتي لكتاب الدكتور علي الوردي :
( اسطورة الأدب الرفيع )
حصلت لي ضجة فكرية لسببين
أولاً / الكتاب حقاً مستفز للأفكار على النحو الجميل ..
ثانياً / إنه تحدث بما في نفسي كما لو أنه صوتي الذي كنت أقول به كلاماً كبيراً و الناس تظنه مستحيلا!
الكتاب ناقش أكثر من موضوع لكن ما يهمني هنا هو محورين
تبسيط اللغة ” لغة الكتابة ” ، و تعقيد النحو ..
” إنما الفصاحة و البيان فيما يدعونه ( السهل الممتنع ) الذي وصفه ابن المقفع بأنه الذي إذا سمعه الجاهل ظن لسهولته أنه يحسن مثله , فإن جربه امتنع عليه و لم يصل إليه ”
* الطنطاوي فصول في الثقافة والادب ص١٠٦
( … في السماء يا عائشة شجرة كبيرة تحمل أوراقا خضراء بعدد أهل الأرض , كل أهل الأرض , الصغار والكبار من يتكلمون العربية مثلنا ومن لا يتكلمونها . شجرة كبيرة يا عائشة تتساقط منها أوراق بلا توقف . وفي ليلة القدر من كل سنة تزهر الشجرة زهرة غريبة عجيبة و في تلك السنة التي حدثت فيها الحكاية أزهرت فيها الشجرة…)
توقفت مريمة وقد تاه منها الكلام . “
هذا ما ختمت به رضوى عاشور الرواية الأولى من ثلاثيتها العظيمة ” ثلاثية غرناطة “
تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط الأندلس، وما واجههُ المسلمون من محن بدأت في عام 1491 م ,
حيث تمّت المعاهدة بين أبو عبد الله محمد الصغير ” 25 عام” و ملوك قشتالة وأراجون
تحكي لك رضوى عاشور عمّا تكبّده المسلمين من الإجبار على التنصير و تغيير الأسماء و تسليم الكتب العربية و ترك اللغة العربية و التخلي عن كل عاداتهم العربية بما فيها اللباس العربي …
يقول أمين معلوف عن روايته “التائهون”: «في التائهون، أستلهم فترة شبابي بتصرف شديد. فقد عشتُ تلك الفترة مع أصدقاء كانوا يؤمنون بعالم أفضل. ومع أنَّ لا شبه بين أبطال هذه الرواية وبين أشخاص حقيقيين، فهم ليسوا من نسج الخيال تماماً. فلقد نهلتُ من معين أحلامي واستفهاماتي وحسراتي بقدر ما نهلتُ من معين ذكرياتي».
كان أبطال هذه الرواية متلازمين في شبابهم ثم تشتَّتوا ودبَّ بينهم الخصام وفرّقتهم الأيام، وسيجتمع شملهم بمناسبة وفاة أحدهم. بعضهم أبى أن يغادر وطنه الأم، وبعضهم الآخر هاجر إلى الولايات المتحدة، أو البرازيل، أو فرنسا، وأخذتهم الدروب التي سلكوها في اتجاهات مختلفة. فماذا يجمع بعد بين صاحبة الفندق المتحرِّرة، أو المقاول الذي جمع ثروة، أو الراهب الذي اعتزل العالم وانصرف إلى التأمل؟ بعض الذكريات المشتركة، وحنين لا برء منه للزمن الذي مضى.
-” كل أنواع القصص عن الحرب كانت تروى، وكأنها تحدث بعيدا، في أرض أخرى”..
كان “إشمائيل” ورفاقه في طريقهم الى قرية مجاورة لحضور حفل استعراض، و في منتصف الطريق سمعوا فجأة أصوات الرصاص والقنابل وشاهدوا الناس يهربون في كل اتجاه. “لقد وصل المتمردون الى قرانا”، يقول، “كان الأطفال يبكون و يصرخون بأسماء أمهاتهم، كل الوجوه كان يملؤها الذعر”.
ويكمل: “من بين تلك المشاهد التي لن أنساها، مشهد لأم تجري وطفلها مربوط على ظهرها، أصيب الطفل برصاصة ونجت الأم، فقط لأن الرصاصة لم تخترق ذلك الجسد الصغير“.
-“ياأولادي.. هذا البلد، فقد قلبه الطيب”.
سيرة ذاتيه عن الحرب، عن أصوات الرصاص ورائحة البارود، عن أشلاء متناثرة وجماجم مهشمة، عن اللحم المحترق وبرك الدم..
سيرة عن طفولة ضائعة، عن اللانسانية، عن الفزع والتشتت..
خرائط التيه، الدهشة، الذهول. لم يسبق لي و أن قرأت منذ وقت طويل رواية تأسرك، تقيدك و لا تمنحك فرصة لنيل قسطٍ من الراحة عن كل هذا التيه الذي حملته بين سطورها. مرعبة، مروعة، مؤلمة للحد الذي لا تمنحك فرصة النحيب على أرضٍ و عالم تعيش فيه.
قليل أولئك الكتاب الذين يجعلون القارئ يتيه في روايتهم، تيه لا يتيحون له فرصة التوقف للحظة عابرة حتى. كانت خرائط التيه كذلك، على وتيرة واحدة من الجمال. لا تحمل وجود احتمالية أي فرصة للتوقف عن القراءة لأي سبب كان و لأي مدة كانت؛ و قد نجحت الكاتبة في ذلك، حين أن الرواية، رغم أنها كانت من الممكن أن تكون على شاكلة قصة قصيرة، إلى أنها كانت قصة عن حالة تتخللها هذيان يثير فيك سؤالاً موجعاً، أي أنا عن كل هذا التيه؟
الكتاب يتحدث عن فلسفة ليوناردو في الحياة , التي أدت فيما بعدإلى تكوين شخصيته المميزة و لا شك بأنك ستتعجب من تفكير المعلم الكبير , فهو ليس برسام فقط بل هو ميكانيكي و مشرّح و نحّات و مهندس , هو عبقري النهضة , أعماله كانت قفزة في عالم الرسم و التصوير , فمن خلاله عرفنا أهمية الضوء و الظل في الرسم و أهمية الأبعاد و مدى تأثيرها على اللوحة و طريقة مزج الألوان الزيتية , و تصاميمه كانت سابقة لزمانه و التي طُبقت فعلياً في زمننا الحالي كبعض جسور أوروبا و الكنائس و قلاع الأمراء .
ما سِرُّ اعتماد الثقافات لهذه الدرجة على الأوهام الأسطورية المرتبطة بالماضي؟
وما الكيفية الفعلية التي يُفكِّر بها البشر عندما لا يتحدَّثون؟ وكيف ترتبط الثقافة الراقية والثقافة المتدنية كلٌّ منهما بالأخرى؟
ولماذا نحتاج إلى ما هو «تقدُّمي» و«جديد»؟
يروي هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» قصةَ «الحداثة» عبر مختلف المجالات الجمالية والثقافية، ويُسلِّط الضوءَ على الأفكار الحداثية المتعلِّقة بالذات والذاتية واللاعقلانية والآلات، كما يعرض العديدَ من الابتكارات والتجديدات التي أسهَمَ بها المفكِّرون والفنَّانون الحداثيون، موضِّحًا كيف تمخَّضت الأفكارُ الحداثية المؤثِّرة عن ألوانٍ جديدةٍ من الموسيقى والرسم والأدب؛ ما أنارَ جنباتِ الحياةِ كافَّة في القرنَيْن العشرين والحادي والعشرين.
أحدثكم عن “غازي القصيبي” أمير المثقفين في السعودية الذي جمعتني به ساعات ممتدة من القراءة, صباحًا ومساءً مئات الصحف وربما الآلاف…. هذا الرجل أعجوبة! رجل سياسة وليس فيه خبث السياسيين, أديب عقلاني! متنور ومعتز بتراثه, شاعر لا يخجل من نقد الشعر والشعراء رجلٌ عملي, ومؤلف غزير الإنتاج, وقلّ ما يجتمعان! تستغرب كيف كتب في الشعر, والرواية, والقصة, والمقالة والسيرة الذاتية, وكتبًا أخرى أقرب إلى العلمية, وترجم أخرى وهو الرجل الذي عمل كوزير لأربع وزارات, وكسفير مرتين, وشغل مناصب كالعمادة, كيف استطاع أن ينجز ما أنجز وهو مشغول أكثر من أي شخص تعرفه تقريبًا!
– ومن شغفي الزائد بقلمه, تمنيت لو أنه ترك الوزارات والسفارات وتفرغ للتأليف… بعض الناس تتمنى