زمن الخيول البيضاء لـِ إبراهيم نصرالله
(أنا لا أقاتل كيّ أنتصر، بل كيّ لا يضيع حقي)
رواية ملحميّة، استثنائية يُتوّج بها الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله مشروعه الروائي الكبير “الملهاة الفلسطينية” الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1985 من الميلاد والَّذي صدر منه ست روايات لكل رواية أجواؤها الخاصة بها وشخوصها وبناؤها الفني واستقلالها عن الروايات الأخرى.
يتأمل نصرالله في هذا المشروع 125 عامًا من تاريخ الشعب الفلسطيني برؤية نقدية عميقة ومستويات فنية راقية، انطلاقًا من تلك الحقيقة الراسخة التي عمل عليها دائمًا والتي تقول بأن إيماننا بالقضايا الكبيرة يحتم علينا إيجاد مستويات فنية عالية للتعبير عنها.
هكذا تُختم الرواية في نهايتها، بتلك الأسطر. وحين أتساءَل الآن عن الخمس وعشرين عامٍ بعد المائة التي تحدث عنها إبراهيم نصرالله في الرواية، لا أجد أن هذه الرواية كانت في مقامٍ يتحدث عن كل هذه السنين.
حين يقرأ القارئ الرواية، والتي كانت مقسمة على ثلاث فصول تحت عنوان: الريح، التراب، والبشر؛ لا يجدُ فيها ترابطًا يبقي فيه ذهنهِ أنه ثمّة حديثٌ متصلٌ عن كل هذه الأعوام. وبأنه ثمّة قصة واحدة استمرتْ طوال تلك الأعوام.
فصل الريح، والذي كان يتحدث عن جيل الحاج محمود. وأبنائِه، كيّ يمهد الكاتب للقارئ شخصية البطل خالد، والذي تتركز عليه الرواية في الفصلان التابعان. لا يجد القارئ في هذا الفصل أيّة اتصالٍ بينه وبين الفصلان الآخران أبدًا. وكأن فصل الريح رواية قائمة بحد ذاتها. والتي لم تكن تتحدث سوى عن يوميات حياةٍ تجري في قرية من قرى أرضٍ على وجه الكرة الأرضية.